إقرأها قبل نفاذ الكمية
بص، مبدئيًا صديقي/تي المحب/ة للترهات، خلينا نتجاهل العنوان دلوقتي ونلبس المريلة الكحلى بتاعة محمد منير ونطلع ورقة وقلم ونتخيل الكلمات دي مع بعض على السبورة -لا تقلق، مفيش إعراب- تعالى نتخيل إنك *قاعد* في المترو وأنا عارف إنه حدث نادر لا يتكرر، بس معلش تخيل معايا ولقيت شخص جنبك بيدخن في المترو. فأنت أكيد كشخص فعَّال في المجتمع، هتقوله بكل ذوق واحترام: "لو سمحت يا أستاذ، التدخين ممنوع في المترو" . هنا بقى وعلى طريقة مارفل والعوالم الموازية :
ممكن يحصل 3 سيناريوهات
- الأول، وده الأخف وطأة، إنه بكل لباقة وأدب يقولك: "أنا آسف، ما كنتش أعرف"، ويطفي السيجارة. وفي الحالة دي بنسميه لغويًا "مُخطئ وهو من أخطأ سهوًا أو عن غير قصد".
- أما السيناريو الثاني، أنه يقولك بنبرة وقاحة وبرود: "آه، ما أنا عارف". وفي الحالة دي بنسميه لغويًا "خاطئ / غالط: وهو من تعمد الخطأ".
- والسيناريو الأخير واللي منتشر الفترة دي، هو أنه يرد بكل كبر وخيلاء وكأنه يلف خبرة العالم كله في تلك السيجارة: "يا عم، فكك. هو أنت شايف ده مترو أصلا ولا دي بلد؟". وفي الحالة دي بنسميه لغويًا "مغالط: وهو من تعمد الخطأ واوهمك بصحته". وده الأسوأ وده اللي هنعرفه أكتر مع بعض خلال السلسلة دي.
طب قبل ما نشيل السبورة ونغير المريلة الكحلى، عايز بس نعرف معنى المغالطات المنطقية. وهي لغويًا عبارة عن الاستدلال الزائف. وقبل ما تسأل، حاضر هتكلم عربي ببساطة. المغالطة المنطقية هي أنك تحاول تبرير أو تصحيح الخطأ بدليل غير سليم، بشكل يبان منطقي وصحيح.
تعالى بدل الدوشة دي، ناخد مثال. لو جيت قولتلك: "أنا عربي وشعري أسود، وسبحان الله اخواتي كمان عرب وشعرهم أسود برضه. إذًا يبقى كل العرب لازم يكون شعرهم أسود". الجملة تبان ساذجة، صح؟ طب هقولك تعالى نشيل السبورة دي ونشغل التليفزيون شوية. هتلاقي المذيع اللامع عمال بيزعقلك وبيقولك بعلو صوته: "أنت مواطن شريف ومحب لتراب هذا البلد". وأنا عارف إني مش محتاج أقولك "استحمل". وهوب يجي إعلان للفنانة العظيمة وهي بتبصلك بكل فخر وثقة وتقولك: "أنا بستخدم المنتج الفلاني، لازم إنت كمان لازم تستخدمه". تيجي نقفل التليفزيون ونفتح تطبيق السوشيال ميديا الجامد جداً عشان يظهر قدامك عمو الإنفلونسر اللي بيقولك "إن الأكل اللي في المطعم العظيم ده بيشبع أي حد" وهكذا.
تخيل إنك كل يوم بتسمع كم هائل من المغالطات المنطقية دي، وبشكل واسع ومتكرر. عشان كده مهم إننا نعرف عنها أكتر، مش عشان بس نتجنبها في كلامنا، ولكن عشان نعرف لما حد يستخدمها معانا أو نصحح لما نسمعها.
بس كده يا صديقي
كل مرة هنتكلم عن مغالطة منطقية جديدة وازاي نقدر نكتشفها. في النهاية بس محتاج أقولك إننا في الفترة دي بنتعرض لكم هائل من المحتوى والنصايح والأفكار اللي مش بالضرورة تكون كلها صح، وأكيد مش كلها غلط، ولكن المؤكد إنها بتأثر فينا بشكل ما. عشان كده ضروري ناخد خطوة لورا ونفكر في الكلام قبل ما نرفض أو نوافق أو حتى نسلم. وبما إن المقال ده نوع من المحتوى، ففكر فيه كويس وطبعاً بص على المصادر.
- المغالطات المنطقية – د. عادل مصطفى
- فن التفكير الواضح: 52 خطأ في التفكير يجب عليك تجنبها- رولف دوبلي
.png)